موقع المرأة في التصور الاسلامي

موقع المرأة في التصور الاسلامي

المرأة تمثل دور القلب في الحياة البشرية, وهي من خلال هذا الدور تربط بين الاب (العقل) والابناء (الاعضاء), وهذا الربط يجسد استجابة ضرورية لمتطلبات الحاجة الانسانية التي تستدعي من أجل إيجاد حالة التوافق والانسجام بين افراد المجتمع من جهة وأعضاء الاسرة من جهة اخرى ان تقوم المرأة بدور الترابط بين هذه الانيات المتفرقة والمتنافرة وربما لاجل ذلك اقترن مفهوم الارتباط في الجو العائلي في الفكر الاسلامي بمفهوم الرحم.

قدر للمرأة ان تسير في عدة مجتمعات وحضارات في غير مسارها الطبيعي الذي أوجدت من أجل أن تحققه في عالم الانسان

وهذه المسارات التحريفية لدور المرأة تمثلت بشكل اساسي في مسارات ثلاثة مهمة:

مسار الاقصاء الذي مارسته مجتمعات الجاهلية في مرحلة ما قبل الاسلام.

مسار الاستبدال الذي أعطى للمرأة دور ومهام الرجل وأخل عبر ذلك بوظيفتها الاصلية في الحياة.

مسار الهيمنة النسوية الذي سارت وتسير باتجاهه أغلب المجتعات البشرية الحديثة.

ذكر الاسلام بعدة صور من صور الاختلال في
موقع المرأة في الوجود الانساني

فقال تعالى:
"وإذا بشر أحدهم بالانثى ظل وجهه مسوداً وهو كظيم * يتوارى من القوم من سوء ما بشر به أيمسكهه على هون أم يدسه في التراب ألا ساء ما يحكمون"
النحل: 58-59.
وقال تعالى:
"وأفوا بعهد الله اذا عاهدتم ولا تنقصوا الايمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلاً ان الله يعلم ما تفعلون * ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً تتخذون أيمانكم دخلاً بينكم أن تكون أمة هي أربى من أمة إنما يبلوكم الله به وليبينن لكم يوم القيامة ما كنتم فيه تختلفون"
النحل: 91-92.
أسس الاسلام دور المرأة بلحاظ وضعها الطبيعي في عالم الوجود فأقام العلاقة بين الرجل والمرأة في خارج البيت على مبدأ الاحتشام والعفة

فقال تعالى:
"قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون * وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن الا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيبوهن ولا يبدين زينتهن الا لبعولتهن أو ابائهن او ابناء
بعولتهن أو أبنائهن"
النور: 30-31.

وفي داخل البيت ومع الزوج أسس الاسلام العلاقة بين الزوج والزوجة على مبدأ الاحترام والمودة من طرف المرأة للرجل, وعلى مبدأ الرحمة والشفقة من طرف الرجل للمرأة

فقال تعالى:
"ومن اياته أن خلق لكم من انفسكم أزواجاً لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمة ان في ذلك لايات لقوم يتفكرون"
الروم: 21.

وبلحاظ اشتراك المرأة مع الرجل في تأسيس البيت تقاسم الاثنان الاحترام والاعتراف من قبل الابناء كما يتقاسم العقل والقلب حاجة الانسان اليهما في استمرار الحياة وتجددها

فقال تعالى:
"وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما اف
ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً * واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيراً"
الاسراء 23-24.